علم الجغرافيا

علم الجغرافيا ( GEOGRAPHY ) :

أصل التسمية :
اشتق اسم ذلك العلم من الكلمة اليونانية ( GEOGROPHIA ) .
وهي تتكون من مقطعين : ( GEO ) : أرض ، و( GROPHIA ) : وصف .
وتعني مجموع الكلمتين : ( علم وصف الأرض ) . 
وقد سماها المسلمون ( جغراويا ) ، أو ( جعرافيا ) ، وتعني : ( صورة الأرض ) .
حيث أن ( الجغرافيا ) في بداية نشأتها تعتمد على ( وصف ) المظاهر الطبيعية ، والنشاطات البشرية .

أقسامها :
وعلم الجغرافيا ينقسم إلى خمسة فروع كبرى رئيسة ، هي :

أولا – الجغرافيا البشرية :

وتنقسم إلى ( تسعة ) فروع رئيسة ، هي :

1 – جغرافية الأسماء :
وهي تهتم بدراسة الأسماء الجغرافية من حيث :
أصل اشتقاق الأسماء الجغرافية ، كيفية النطق بها ، المواقع التي تطلق عليها ، التغير، والتبدل الحاصل الذي طرأ على الأسماء من الماضي إلى الحاضر .. 

2 – الجغرافيا الاقتصادية :
وهي تهتم بدراسة الاختلافات بين الموارد الطبيعية على سطح الأرض ، وأوجه النشاط البشري الإنتاجي ، والتبادلي ، والاستهلاكي .. مع تحليل هذه الاختلافات ، وإبراز أثر الظروف الطبيعية فيها .
وقد ظهر للجغرافيا الاقتصادية عدة تفرعات ، أهمها : 

أ – الجغرافيا الزراعية .
ب – جغرافية الإنتاج الحيواني .
ج – الجغرافيا الصناعية .
د – جغرافية الأسواق .
هـ – الجغرافيا السياحية .

3 – جغرافيا النقل ، والمواصلات :
فرع كبير انبثق من الجغرافيا الاقتصادية ، وهي تهتم بدراسة ( وسائط النقل ، والطرق ، والمواصلات ) . 

4 – جغرافيا المدن ( الجغرافيا الحضرية ) :
وهي تهتم بدراسة ( المدن ) من حيث : 
موقعها ، نشأتها ، نموها ، وظيفتها ، الإقليم الذي تخدمه .

5 – الجغرافيا السياسية :
وهي في أوجز معانيها : ( العلم الذي يدرس تأثيرات البيئة الطبيعية على السياسة ).

6 – الجغرافيا الاجتماعية :
وهي التي تهتم بدراسة توزيع المجتمعات الإنسانية ، وبيئاتها ، ومدى تأثر هذه المجتمعات بالظروف الطبيعية ، وعلاقة توزيع الظاهرات الاجتماعية : 
كالسكان ، والمدن ، والقرى .. بالظروف الجغرافية العامة . 

7 – جغرافية العمران ( الجغرافيا السكانية ) :
هي أحد فروع ( الجغرافيا الاجتماعية ) ، وتدرس موضوعين اثنين :
أ – السكن الريفي .
ب – السكن الحضري ( المدني ) . 
ويتم فيها تناول أنماط السكان في ( المدن والأرياف ) ، مثل : حجم الأسرة ، معدل المواليد ، الوفيات ، الهجرة .. والأسباب التي أدت إلى تغير هذه الأنماط .

8 – الجغرافيا الحضارية :
وهي تدرس موقع ، وانتشار المعتقدات الدينية ، والعادات السلوكية للمجتمعات .. وغيرها من الخصائص الحضارية . 
ومدى تأثير ذلك على تغير المكان الذي تعيش فيه تلك الجماعات . 

9 – الجغرافيا التاريخية : 
وهي المسرح الذي تقوم فوق أرضه ، وتقع فيه الحوادث التاريخية .
وتهتم بدراسة أوجه حياة الإنسان ، ونشاطاته ، وطرق معيشته ، ومكان تواجده .. وما طرأ على كل ذلك من تغير على مر العصور ، والعوامل الجغرافية التي تسببت في هذا التغير عبر مختلف العصور البشرية …. 

ثانيا : الجغرافيا الطبيعية :

وتنقسم إلى ( خمسة ) فروع رئيسة ، هي :

1 – جغرافيا التضاريس ( الجيومورفوليجيا ) :
وتهتم بدراسة أشكال سطح الأرض ، نشأتها ، ومظاهرها ، وتوزعها ، وعوامل القوى المؤثرة فيها .. كذلك العلاقة بين أشكال سطح الأرض ، والأنشطة البشرية .

2 – الجغرافيا المناخية :
وهي تهتم بدراسة المناخ ، وعناصره ، من : الضغط ، الرطوبة ، درجة الحرارة ، الرياح ، الكتل الهوائية ، الأعاصير ، الأمطار .. ومدى تأثير التغيرات المناخية على النشاط البشري ..

3 – جغرافيا البحار و المحيطات :
وهي تدرس جميع ما يتعلق بالبحار والمحيطات من حيث : 
التوزيع ، النشأة ، خصائص المياه ، ( تضاريس القاع والرف القاري والمنحدر القاري ) ، الأمواج ، ( حركتي : المد ، والجزر ) ، التيارات البحرية ، الكتل الجليدية البحرية ، الشعاب المرجانية ، الجزر والبحار ، السواحل والشواطئ ، الرواسب البحرية ، الكائنات البحرية ، … 

4 – جغرافيا التربة : 
وهي تدرس توزيع مختلف أنواع التربة في العالم ، وتأثير أنواع التربة على نوع وكمية المحاصيل الزراعية ، كذلك تأثير طرق الزراعة المختلفة على نوعية التربة ..

5 – الجغرافيا الحيوية ( الأحياء ) :
تعنى بدراسة توزيع الكائنات الحية على سطح الأرض ( الحيوانات ، والنباتات ) ، وعلاقة بعضهما ببعض في الإقليم الواحد .
وهي تتكون من فرعين أساسيين :
أ – الجغرافيا الحيوانية :
وفيها تتم دراسة الأسباب التي أدت إلى توسع حياة حيوانات معينة ، وهجرتها ، والعوامل المؤثرة على تحركاتها .. في مكان ، أو إقليم دون غيره .
ب – الجغرافيا النباتية : 
وفيها تتم دراسة أنماط نمو النباتات ، وما مدى تأثير العوامل الطبيعية ، والنشاطات البشرية على هذه الأنماط . 

ثالثا : الجغرافيا الإقليمية :
وهي تهتم بتجميع ظاهرات ( الجغرافيا الأصولية ) في دراسة مركبة ، أو متكاملة ، داخل وحدة مكانية تسمى ( إقليم ) ، ومدى تأثير هذه العناصر مجتمعة بعضها على بعض ، بغرض إبراز شخصية ، أو خصائص ذلك الإقليم . 
وقد تقوم الدراسة الإقليمية على مستوى القارة ، أو على مستوى الوحدات السياسية ، أو على مستوى أي نوع من الأقاليم الجغرافية ( طبيعية ، مناخية ، سكانية ، حضارية … ) . 
وهي أكبر ، وأهم فروع الجغرافيا . بل ( أم ) فروع الجغرافيا كلها .

رابعا : الجغرافيا الفلكية ( علم الهيئة ) :
وهي تهتم بدراسة الأجرام السماوية ، من نجوم ، وكوكبات ، وأبراج ، وكواكب ، ومجرات ، وسدم ، ونيازك ، ومذنبات … وكذلك الأرض ( بصفتها أحد الكواكب ) من حيث :
خصائصها الفلكية : ( موقعها في المجموعة الشمسية ، دورانها حول نفسها ، ودورانها حول الشمس ، ميل محورها … ) .
وما ينتج عن ذلك من ظواهر تؤثر على حياة الأحياء على سطحها .

خامسا : علم الخرائط :
وهي عدة الجغرافي ، حيث أنه يسجل عليها المعالم الطبيعية المختلفة ، ويوزع عليها الظاهرات البشرية الاقتصادية ..
وهناك عدد من أنواع الخرائط : 
كخرائط التضاريس ، وخرائط المناخ ، والخرائط السياسية ، وخرائط التوزيعات .. 

المصدر 
http://onaizah.net/majlis/t70577.html

تعريف الجغرافيا

الجغرافيا هو علم يدرس الارض والظواهر الطبيعية والبشرية عليها، ويعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية، ترجمتها بالعربية “وصف الأرض”.

فلفظ الجغرافيا Geography لفظ إغريقي هو في الأصل geographica، مؤلف من شقين: أولها Geo ويعني الأرض، وثانيهما Graphica ويعني الوصف أو الصورة.

وعلى هذا الأساس فالجغرافيا هي “وصف الأرض ” و قد كانت كذلك في بدايتها حيث كان الرحالة يصفون و يسجلون مشاهداتهم عن البلاد و الأقاليم التي يزورونها .

وكلمة الجغرافية في اللغة العربية تعتبر حديثة بعض الشئ، حيث كان العرب والمسلمون يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق.

اتفق على تقسيم علم الجغرافيا عبر العصور إلى الأقسام التالية وهي:

   * الجغرافيا الطبيعية وهي التي تهتم بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الجوية و النبات و الحيوان الطبيعي أو البري. ومنها أيضاً الجغرافيا الفلكية وتهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها وحركتها وكرويتها وعلاقاتها بالكواكب الأخرى.
   * الجغرافيا البشرية و تنقسم إلى جغرافية السكان و الجغرافيا الاقتصادية و الجغرافيا السياسية وتبحث في أقطار الأرض وحدودها السياسية ومشكلاتها وسكانها
   * علم الخرائط: و هو علم يهتم بالخرائط و طرق إنشاءها
   * و أخيراً انضم فرع جديد هو نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار عن بعد.

اهمية الجغرافيا

أهمية الجغرافيا

أهمية علم الجغرافيا

إن الجغرافيا لم تعد ذلك العلم الذي يهتم بوصف الظواهر وصفا سطحيا بعيدا عن الواقع بل أصبحت 

ذلك التخصص الذي يتماشى والتطور العلمي الحديث المعتمد على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والنظريات 

الحديثة وبذلك صارت في الاتجاه التطبيقي الذي يعرف اليوم بالجغرافيا الكمية والجغرافيا التطبيقية التي ترفض أن 

تستمر بعيدا عن الإنشغالات الكبرى للإنسان وذلك لما تمتاز به الجغرافيا من قدرة على التأقلم مع مختلف العلوم فهي 

تمثل همزة وصل متينة بين هذه العلوم وهي تسخرها جميعا لخدمتها وتأخذ منها ما يخدمها ويميزها عن غيرها وقد 

شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في المنهج الجغرافي والمحتوى العلمي وكذلك في الأساليب التي يعتمد 

عليها في تحقيق الأهداف والأغراض ، ولعل من أسباب هذه التحولات أيضا ما طرأ على المحتوى البشري من تطور 

كبير حيث اصبح الجغرافيون يعالجون مواضيع لم تكن بالأمس معروفة حتى وكأن المتتبع لأعمال الجغرافيين يلمس 

ذلك الاهتمام المتزايد بالتركيز على دراسة الظواهر والمواضيع الطبيعية والبشرية المختلفة بطريقة تختلف عما كانت 

عليه في الماضي بفضل استخدامهم للوسائل الكمية المتقدمة في أبحاثهم استعانة بالإحصاء والإعلام الآلي 

والرياضيات والنماذج والهندسة والطبيعة والكيمياء ، وكان لذلك التطور في استخدام مثل هذه الوسائل نتائج هامة 

أسفرت عن دفع عجلة الجغرافيا وجعلها علما يتماشى وعصر التكنولوجيا ،حتى أطلق البعض على هذا التحول في 

استخدام الوسائل والمناهج مصطلح ( الثورة الكمية في الجغرافيا ) ، وهذه الثورة لقيت ترحيبا كبيرا من الجغرافيين 

لأن للمنهج الكمي مزاياه كثيرة ولعلى أبرزها و أهمها أن النتائج التي يمكن التوصل إليها تكون اكثر دقة بفضل 

التحليل العلمي لتسلسل الأحداث وهذا التحليل العلمي الجغرافي يبرز النظم التي أثرت في وجود الظواهر المختلفة 

التي يتعرض لها الجغرافي بالدراسة ، فهو لا يكتفي بالوصف بقدر ما يعتمد على الأسباب التي أنشأت هذه الظواهر .

يهتم علم الجغرافيا : بدراسة مظاهر سطح الأرض و تقوم على أساس الموقع و الموضع و الامتداد. كما تعني الجغرافيا 

أيضا بدراسة أشكال الأنظمة الموجودة على سطح الأرض و العلاقات الرابطة بين الظواهر المختلفة .

المصدر : http://www.bntnjd.com/vb/t15869.html

لماذا ابدع المسلمين في علم الجغرافيا

تتكوَّن كلمة (جغرافيا) يونانية الأصل من مقطعين هما: جيو (Geo) بمعنى: “أرض”.. و: غرافيا (Grophia) التي تعني: “وصف”.. ومن ثم جاء التعريف الاصطلاحي لعلم الجغرافيا معبرًا عن مقتضيات “وصف الأرض”؛ فهو: “علم يُتَعَرَّفُ منه أحوال الأقاليم (القارات) السبع الواقعة في الربع المسكون من كرة الأرض، وعروض البلدان الواقعة فيها، وأطوالها وعدد مدنها وجبالها وبراريها وبحارها وأنهارها… إلى غير ذلك من أحوال الربع المعمور”.

وتعتبر كلمة الجغرافيا حديثة بعض الشيء في الاستخدام العربي؛ حيث كان العرب والمسلمون يستعملون بدلاً منها مصطلحات مثل: صورة الأرض، أو قطع الأرض، أو خريطة العالم والأقاليم، أو علم المسالك والممالك، أو علم تقويم البلدان أو علم الطرق.

ومع أن المسلمين لم يكونوا أول من درس علم الجغرافيا إلا أنهم – بلا جدال – كانوا أول من أبدع فيه، وسنتعرض في مقالات قادمة إن شاء الله لحركة تطور علم الجغرافيا وإسهامات المسلمين فيه، كما سنتعرف أيضاً على بعض العلماء الأجلاء الذين أثروا ذلك العلم بما لا يتخيل من إبداعات، وبخاصة عند النظر إلى الإمكانيات الضئيلة التي كانت متاحة لهم في أزمانهم… ولكننا نريد في هذا المقال أن نضع أيدينا على الأهداف التي من أجلها اهتم المسلمون بعلم الجغرافيا إلى هذه الدرجة.

لم يكن ظهور علم الجغرافيا لدى المسلمين وليد صدفة، وإنما كان هناك عوامل وأسباب عدة أسهمت في ظهوره ونمائه، نذكر منها ما يلي:

1- انتشار الإسلام: فقد اقترن الفكر الجغرافي لدى المسلمين بانتشار الإسلام في أنحاء شتى من العالم القديم في قاراته الثلاث، وترتب على ذلك اختلاف خصائص البيئات التي سادها الدين الإسلامي؛ مما أوجد حاجة ماسة لمعرفة وجمع معلومات متخصصة عن تلك البيئات.

2- التدبر في خلق الله: حيث جاء القرآن الكريم ببيان كثير من الظواهر التي أودعها الله في الأرض، قال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}، وقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ.. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ}، وقوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} .. وهكذا. ولقد تدبر رواد الجغرافيا المسلمون هذه النصوص المحفزة على النظر في عظمة خلق الأرض ومكوِّناتها؛ مما كان له أكبر الأثر في إثراء الدراسات الجغرافية في الحضارة الإسلامية.

3- المتطلبات الشرعية: فقد اعتمدت جل أركان الإسلام في أدائها على مواقيت زمنية ومكانية، وبما أن بقاع الأرض تختلف في مواقيتها الزمنية والمكانية فقد كانت هناك ضرورة لأن يهتم علماء كل ولاية إسلامية بتوضيح هذه الأمور لعامة الناس؛ فالصلاة تقام في أوقات زمنية محددة؛ ولذلك وضع علماء المسلمين في كل قطر إسلامي حدودًا زمنية لإقامة الصلاة، وما تزال الأدوات التي تقاس بها مواعيد الصلاة موجودة في بعض المساجد القديمة، وتسمى بالساعات الشمسية، وكان الاعتناء بذلك ناتجًا عن أن دخول الوقت شرط لإقامة الصلاة، كما أن الصلاة تستقبل فيها جهة محددة وهي الكعبة في مكة، ولذلك وجب معرفة الاتجاهات الجغرافية لتحدد قبلة الصلاة في كل مدينة أو قرية..

ولم تختلف الحال كثيرًا في الصيام الذي حُدد أداؤه بحدود شهرية وحدود يومية.. وكذلك ارتبط الحج والعمرة بمواقيت مكانية للإحرام وهي مختلفة في أبعادها من مكة حسب الجهات التي يأتي منها المسلمون لأداء الفريضة، وكان ضروريًا معرفة تلك المواضع التي يتم إحرام الحجاج والمعتمرين منها حتى لا يترتب عند تجاوزها مخالفة شرعية تؤثر على صحة العبادة.. إلى جانب أن الحج يرتبط بميقات زمني محدد: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ” وهي التي تتركز حول شهر ذي الحجة؛ لأن الحج مرتبط بالوقوف بعرفة في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، فمن فاته الوقوف بعرفة – كما هو معلوم – فقد فاته الحج، وهكذا..

4- تفسير ما ورد من نصوص شرعية: أسهمت بعض النصوص الشرعية التي وردت في السنة في تنشيط المعرفة الجغرافية في محاولة لتفسير تلك النصوص، من ذلك ما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا”.. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه مالك في الموطأ: “لا يجتمع في جزيرة العرب دينان”، وقوله الذي رواه البخاري عن ابن عباس: “أخرجوا المشركين من جزيرة العرب”… فتلك النصوص وما شابهها أظهرت حاجة ملحة في بيان المقصود من ذلك؛ لتحقيق ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أوجدت وجهات نظر جغرافية في التحديد، فالنصوص السابقة مثلا جعلت من تحديد جزيرة العرب محل اختلاف بين العلماء الجغرافيين، حتى إنه ورد فيه أربعة آراء، منها ما هو متسع كتحديد ابن حوقل والإصطخري، ومنها ما هو ضيق كتحديد المقدسي والجيهاني، وظهرت مصنفات هامة مثل (صفة جزيرة العرب) للهمداني، و(بلاد العرب) للحسن بن عبد الله الأصفهاني.

5- الدعوة إلى الله وتعلم أمور الدين: بعد فتح البلاد الإسلامية أصبحت هناك حاجة ملحة لتعلم شرائع الدين، حيث قام عدد من التابعين بالسفر إلى البلاد المفتوحة لتعليم أبنائها أمور الدين والدعوة إليه، وفي الوقت نفسه قام أفراد من سكان تلك البلاد بطلب العلم من المنابع التي ظهر فيها الإسلام سواءً في مكة أو المدينة؛ لما تتمتع به المدينتان من وجود كبار الصحابة والتابعين، وكانت تلك الرحلات الدعوية أو العلمية تستلزم المعرفة بالمسالك المؤدية للمناطق المقصودة، كما أن أساليب الدعوة في بيئة ما لا يمكن أن تصلح في كل بيئة، ومما أسهم في تيسير الاتصال الدعوي الموقع الجغرافي لموطن الرسالة، فقد أثبتت الدراسات الجغرافية الحضارية لمنطقة الشرق العربي أن موقعها الجغرافي كان وما يزال متوسطًا في العلاقات الإقليمية والعالمية، ولذا أسهم بدور الوساطة التجارية من جانب وبدور الدعوة والبلاغ من جانب آخر.

6- المتطلبات الإدارية والعسكرية: نمت الدولة الإسلامية وبلغت حدودها من الصين شرقًا حتى الأندلس (أسبانيا) غربًًا في غضون سبعين سنة تقريبًا، وكان هذا النمو حصيلة فتوحات في ثلاث خلافات إسلامية (الخلافة الراشدة، والخلافة الأموية، والخلافة العباسية). ويتطلب التوسع في الدولة مراعاة أمور ترتبط بهذا التوسع.. منها:

أ-  إدارة المناطق: فعندما أصبح الأمر في معظم أصقاع العالم القديم تحت إمرة الخلافة الإسلامية كان من الأولويات التي اهتُمَّ بها الكيفية التي تتم بها إدارة المناطق بما يتفق مع الإمكانات البيئية والخصائص الاجتماعية لكل قطر، وكان الأمر يتم بدراسة التقارير الوصفية (الجغرافية) الأولية من قِبل الفاتحين لتحديد الطريقة المثلى لإدارة تلك الأقطار، وتعد تلك التقارير بمثابة النواة الأولى لتطور اتجاهات الدراسات الإقليمية.

ب- الالتزامات المالية: نظم الدين الإسلامي جباية المال عبر أبواب متعددة؛ فجباية الزكاة تتعين على الموسرين من المسلمين، ويقدر الخراج حسب مقدار غلة الأرض، وهو ما يختلف باختلاف البيئات التي بسط الإسلام تعاليمه السمحة عليها، بينما تؤخذ الجزية على أهل الذمة الداخلين في حمى الولاية الإسلامية، ومثال ذلك ما قام به المقدسي من تحديد للأقليات غير المسلمة في إطار الممالك الإسلامية.

ج- تلبية احتياجات المناطق من المتطلبات المهمة: تقترن عمليات توفير الاحتياجات للمناطق بالمعرفة الجغرافية التي تحدد الأولوية في تقديم المتطلبات لسكان الولايات الإسلامية؛ فمثلا بناء الطرق وتسهيلها من المتطلبات العامة التي تكفلت بها الخلافة، ومما روي من الاهتمام بذلك ما أناط عمر بن الخطاب به نفسه بقوله: “لو أن بغلة عثرت في أرض العراق لكنت مسئولاً عنها: لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق؟”، كما رغب معظم الخلفاء في معرفة الممالك التي أصبحت تحت إدارتهم من ذلك ما قام به الخليفة عمر بن عبد العزيز من الكتابة إلى واليه في الأندلس يطلب منه فيها موافاته بصفة الأندلس وأنهارها، وفي هذا بيان لأهمية الاتجاه الإقليمي للجغرافية في إدارة شؤون الدولة، والتعرف على أحوالها والتخطيط لمستقبلها.

د- تحديد المناطق المثلى لإنشاء خطوط الدفاع عن الدولة الإسلامية: تميزت دولة الإسلام إبان نشأتها بالقوة والمنعة إلا أن ذلك لم يمنع من التفكير في الذود عن الأمة الإسلامية – التي يتربص بها أعداؤها حالة ضعفها، أو انشغال المسلمين عن الجهاد في سبيل الله – بإيجاد بعض النقاط التي تكون مراكز للدفاع عن الأراضي الإسلامية، وقد تم اختيار بعض المعابر الأرضية (الثغور) بين ممالك الإسلام والممالك غير المسلمة نصرانية كانت أم لا دينية؛ لتكون مصدات لهجوم الأعداء، وكان اختيار هذه المعابر يأتي عبر معرفة جغرافية دقيقة بطبوغرافية المكان. كما ابتكر القادة نقاط إمداد عسكرية شبه ثابتة – في حالة الحاجة إلى استنفار أكبر عدد ممكن من المسلمين للجهاد أو صد هجوم المعتدين- ببناء المدن الحربية في مواضع مختلفة.. وما البصرة والكوفة والقيروان إلا نماذج للمدن الحربية؛ فقد اختير موقع مدينة كالقيروان بعناية من قِبل القائد المسلم عقبة بن نافع في الجزء الهامشي من المنطقة الرطبة وعلى مقربة من المنطقة الجافة وعند ملتقى طرق تتجه في جميع الاتجاهات مع اهتمام بوجود ينابيع مائية تكفل نمو المدينة، وفي هذا بيان لأهمية الموقع الجغرافي في الاتجاه العلمي للمتطلبات التي تحتاجها الدولة الإسلامية.

7- الدوافع الاقتصادية: حقق التبادل التجاري تنشيطًا للمعرفة الجغرافية عند المسلمين قدر ما حققه انتشار الإسلام في أرجاء واسعة من العالم؛ فالتجارة هي الحرفة الرئيسة للمجتمعات العربية حيث ارتبطت مدن الصحراء بالمناطق الزراعية، وكوَّن تجار المسلمين بعد انتشار الإسلام خلفية واسعة عن البلاد المحيطة بهم عبر علاقات تجارية، وجعلت التجارة المعطيات الجغرافية أعظم بكثير مما كانت لدى أسلافهم من الأمم الأخرى، ووضعتها تحت تصرفهم فوسعت أفق الجغرافيِّ؛ مما جعله يكتب عن مناطق لم يرها وإنما سمع عنها فقط من التجار، ولقد تعددت العلاقات التجارية التي كان من أبرزها تلك العلاقات مع الهند وجنوب شرق آسيا والصين وأفريقيا وأوربا، ولهذا العامل تأثير في بناء أساسيات الجغرافية التجارية لدى العلماء المختصين.

كانت تلك هي أبرز الدوافع التي من أجلها اهتم المسلمون بعلم الجغرافيا، ومن الجدير بالذكر أن هذا الاهتمام كان على مستوى الخلفاء والعلماء على حد سواء؛ فبينما أنفق الخلفاء بسخاء على الحركة العلمية، وقاموا بإنشاء صروح علمية هائلة كبيت الحكمة في بغداد، وعملوا على تنشيط حركة الترجمة للاستفادة من جهود الأمم السابقة… كرَّس العلماء حياتهم وفكرهم ووقتهم ومالهم لخدمة هذا العلم الهام، فظهر ما يعرف في التاريخ بالرحلات.  وهي الأسفار الطويلة والقصيرة التي قام بها العلماء في كل أرجاء المعمورة لدراسة أحوال الأرض، وأدت بنجاح إلى تفوق الجغرافيا الوصفية، كما أسهمت في تطور الجغرافية البلدانية (الإقليمية)، حيث كانت الرحلة هي المصدر العلمي لهذا النوع من الكتابات الجغرافية، وتمثل الرحلة الوجه المشرق للجغرافية الإسلامية، ففي بطونها معين لا ينضب من المعلومات التاريخية والاقتصادية والأنثروبولوجية لمعظم مناطق العالم الإسلامي، وقد اعتمد كبار الجغرافيين المسلمين على الرحلة في جمع معلوماتهم، أو التأكد مما سمعوه أو نقلوه، فزاروا معظم البلدان التي كتبوا عنها، وألفوا كتبًا تحدثوا فيها عن رحلاتهم؛ عرف الناس من خلالها أجزاء كثيرة من العالم كانت مجهولة من قبل.

سنتعرف في المقال القادم بإذن الله على جانب من الإنجازات الهائلة التي حققها علماء المسلمين في الجغرافيا…

ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُعزَّ الإسلام والمسلمين.

 

جغرافية المملكة

 

جغرافية المملكة

 

 

لمحة طبيعية:

تحتل المملكة العربية السعودية في القسم الأكبر من شبه الجزيرة العربية، وتتألف من سهول ضيقة على ساحل البحر الأحمر (سهول تهامة)، تليها نحو الشرق، سلاسل جبلية تمتد على طول البلاد (جبال الحجاز وعسير ويتعدى أقصى ارتفاعها 2000م)، ثم صحار وهضاب صخرية في الوسط (90% من المساحة العامة)، أكبرها صحراء النفوذ في الشمال والربع الخالي في الجنوب. أما في الشرق، وعلى طول ساحل الخليج العربي، فتمتد سهول ساحلية واسعة.

الموقع:

تقع المملكة العربية السعودية في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا وذلك بين دائرتي عرض 46ً 22َ 16ْ و00ً 14َ 32ْ شمالا،ً وبين خطي طول 30ً 29َ 34ْ و 00ً 40َ 55ْ شرقاً ويحدها من الشرق: الخليج العربي، ودولة الإمَارَات العَرَبِيَّة المُتَّحِدَة، ودولة قَطَر، ومملكة البَحْرَيْن، ومن الشمال: دولة الكُوَيْت، والجمهورية العِرَاقِيَّة، والمملكة الأُرْدُنِّيَّةُ الهاشِمِيَّة، ومن الغرب: البحر الأحْمَر، ومن الجنوب: الجمهورية اليَمَنِيَّة، وسلطنة عُمَان.

المساحة:

تشغل المملكة العربية السعودية أربعة أخماس شبه جزيرة العرب بمساحة تقدر 2,149,790 كيلومتر مربع.

عدد السكان:

27,019,731 مليون نسمة حسب احصاء (2006م).

العاصمة:

الرياض وعدد سكانها 4.700.000 نسمة.

الملامح الجغرافية:

تتميز المملكة العربية السُّعُودِيَّة بتضاريس متنوعة نتيجة لمساحتها الشاسعة، وما مرت به من تطورات جيولوجية متتابعة، وتغيرات مناخية كبيرة. لذلك كله توجد في المملكة المرتفعات الجبلية والهضاب والسهول والأودية والكثبان الرملية فعلى امتداد البحر الأحمر سهل تهامة الساحلي الذي يبلغ طوله حوالي 1100 كيلومتر ويتسع عرضه ليبلغ 60 كيلومتراً في الجنوب ويضيق كلما اتجه شمالاً عند خليج العقبة، وترتفع إلى الشرق من هذا السهل سلسلة جبال السروات الشاهقة والتي يتراوح ارتفاعها ما بين 9000 قدم في الجنوب ويقل الارتفاع تدريجياً كلما اتجهت شمالاً لتصل إلى 3000 قدم، وتنحدر منها أودية كبيرة تتجه شرقاً وغرباً مثل وادي جازان ووادي نجران ووادي تثليث ووادي بيشة ووادي الحمض ووادي الرمة ووادي ينبع ووادي فاطمة، ويلي هذه السلسلة من جهة الشرق هضبة نجد ومرتفعاتها التي تنتهي شرقا بكثبان الدهناء وصحراء الصمان وجنوبا بمنطقة يتخللها وادي الدواسر وتحاذي صحراء الربع الخالي ومن الشمال تمتد سهول نجد إلى منطقة حائل حتى تتصل بصحراء النفود الكبرى ثم بحدود العراق والأردن كما يوجد بها بعض المرتفعات الجبلية مثل جبال طويق والعارض وأجا وسلمى، أما صحراء الربع الخالي فهي تشكل الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة وهي منطقة صحراوية كبيرة تقدر مساحتها بـ 640000 كيلومتر مربع تتكون من كثبان رملية وسبخات. أما السهل الساحلي الشرقي والذي يبلغ طوله حوالي 610 كيلومتر فهو يتألف من سبخات ملحية ومناطق رملية.

المناخ:

يختلف مناخ المملكة من منطقة لأخرى لاختلاف تضاريسها وهي تقع تحت تأثير المرتفع الجوي المداري، وعموماً فإن المملكة مناخها قاري حار صيفاً بارد شتاء وأمطارها شتوية ويعتدل المناخ على المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية، أما المناطق الوسطى فصيفها حار وجاف وشتائها بارد وجاف وعلى السواحل ترتفع درجة الحرارة والرطوبة وتسقط الأمطار في فصل الشتاء والربيع وهي أمطار شحيحة على معظم مناطق المملكة ما عدا المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة فأمطارها موسمية صيفية أكثر غزارة من باقي المناطق، أما الرطوبة النسبية فترتفع على السواحل والمرتفعات الغربية في معظم أيام السنة وتقل كلما اتجهنا إلى الداخل.

 

 

علم السعودية شعار السعودية